في سؤال لي من أحد محرري نشرة المسار الصادر عن جامعة السلطان قابوس في سلطة عمان.
عن كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الواقع؟
*هل يمكن التنبؤ بالمستقبل بكفاءة؟
*كيف يمكن لصناع القرار في مختلف المجالات الاستفادة من هذه الدراسات؟
وللرد قلت:
لو حاولنا الفصل من حيث المعنى اللفظي اولاً ، بين المستقبل وعالم الغيب ، وبينهما أيضاً من حيث جوهر المعنى نفسه ، لتمكن لنا أن نصل أو نهتدي الى طريقة لوصف المستقبل .
المستقبل من حيث المعنى اللفظي ، هو القادم من الزمن بعد الزمن صفر لو إفترضناه كمقياس موجود للزمن التالي ، وهذا الزمن يبتدأ اً من الثواني الأولى ، الدقائق ، الساعات ، ثم الأيام لتكمل عدد السنين القادمة لتكون في نهاية المطاف وخلاله مايسمى بالمستقبل ، وعلى إمتداد هذا الزمن المقاس ، وفي أي نقطة منه يمكن لنا أن نطلق عليه مستقبلاً .
أما عالم الغيب يمكن الإستدال عليه من حيث المعنى اللفظي ، هو عالم يقع ضمن إطار المستقبل ولكن بمفهوم يختلف تماماً عما يدورأو سوف يكون في المستقبل كمعنى متعارف عليه ، أو لنقول هو مستقبل محجوب عن الرؤيا أو التحليل ، وذلك للتعقيد الحاصل الذي كان أو سوف يكون فيه زمن عالم الغيب ، أي هو عالم من المستقبل ، ولكن الخيوط التي تحركه تختلف تماماً عما هي عليه في المستقبل ، لذلك يمكن أن نقول جملة مفادها ، إن عالم الغيب ربما يكون موجود قبل المستقبل نفسه ، نتيجة الأفعال التي تجري أو التي جرت فيه ، لذلك فأن عالم الغيب لا يمكن الولوج فيه تماماً .
لو أردنا أن نعطي تعريفاً آخر للمستقبل ، فالمستقبل هو تسلسل لحوادث يمكن أن تقع ، وتلك الحوادث لا يمكن أن نعرف كيف تكون نتيجتها النهائية ، مفرحة أو حزينة . المستقبل من حيث حوادثه التي يمكن أن تجري فيه يكاد أن يكون مجهولاً ، ولكن لكي تكون هناك حادثة يمكن أن تتكون في نهاية زمن معين يمكن أن نطلق عليه مستقبلاً لابد أن يرافق تكون تلك الحادثة أسباب ، وهذه الأسباب هي الأهم في صناعة المستقبل .
فلذلك فالمستقبل يمكن أن يكون صناعة بحد ذاتها لو تم إمتلاك المقدرة على السيطرة على الأسباب التي تشكل مستقبلاً ما .
ولكن كيف يتم صناعة المستقبل ؟
الزمن الآني ، وفي اللحظة التي نعيشها ، لا يمكن أن نطلق عليه مستقبلاً ، لأننا في تلك اللحظة الآنية ، نمتلك القدرة على إدارة الأسباب في لحظتها .
لكن ، لو إستمر ذلك الزمن الآني بالمسير(جزء من الثانية) من الوقت ، سوف يصبح مستقبلاً ، وما دمنا نمتلك المقدرة على إدارة الأسباب ، فسوف يكون المستقبل المتكون تحت الرصد ومهيأ لإستقباله قبل زمن حدوثه .
إذن يكمن التنبؤ بحدوث مستقبل ما ، فيما لو إستطعنا إدارة ما يجري في الطريق ، وصولاً الى المستقبل المنشود .
صناعة المستقبل تحتاج الى عملية رصد ومتابعة دقيقة للأسباب ، وهذه العملية لو أتيح لها النجاح ، تكون النتيجة مؤئرة إيجابياً .
فلو كان هنالك تلميذ مجتهد ، نفترض إنه يمتلك الذكاء بنسبة 100% ، وعلى إمتداد سنوات دراسته ، لم تتغير تلك الصورة عنه ، فإن شخصاً لو كان يراقبه طوال تلك السنين ، سيكون الجواب ، لو سُئل ذلك الشخص المراقب ، عما سوف يكون مستقبل ذلك الطالب .
فالجواب حتماً سيكون يحمل صفة المستقبل التي أرادها الطالب نفسه أن تكون ، وهي تتشابه تماما ًبرؤية الشخص المراقب .
لذلك ومن خلال رصد الأسباب كانت تتحرك على الأرض (وهي مسيرة الطالب نفسه خلال سنوات دراسته ) أصبح لدينا رصيد كافي من الثقة لنقول إن مستقبلاً حصل الآن ، كان قبل سنوات لم يكن موجود .
في الواقع المادي يمكن أن نلاحظ بوضوح هذا التفسير المنطقي لتكون مستقبلاً ما ، فعندما تمكن الإنسان أن يرث ميراثه الكبير وهو كوكب الأرض ، بدأ يفهم الأسباب التي أدت الى تكون الأشياء ، لذلك بدأ تفكيره يستبق تشكل مستقبل الأشياء ، ليعطي نتيجة لأفكاره ، تكاد تكون متطابقة لمستقبل الشيء المتكون ، وهذا ما يمكن ملاحظته في نظرته الى مستقبل جيولوجيا الأرض .
ليس كل الأشياء ينظر اليها بمنظار واحد ، فمنذ اللحظة الأولى لنشوء الأفكار لدى الانسان ، أخذ على عاتقه فكرة التمييز ، وحين تطورت لديه تلك الفكرة ، تكونت لديه النظريات التي تحكم الجبال والصخور ، والتي تختلف عن النظريات التي تفسر علاقات الإنسان .
وعلى إستمرار هذا المنوال في التحكم فإن مستقبلاً ما ، والذي سوف يكون ، يمكن أن يكون تحت السيطرة ، ولكن بقدر تعلق الأمر بمقدرة الانسان على ذلك ، لذلك فالكفاءة المنشودة من تحقق هذا الشيء ، تكون مرهونة بتلك المقدرة .
عن كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الواقع؟
*هل يمكن التنبؤ بالمستقبل بكفاءة؟
*كيف يمكن لصناع القرار في مختلف المجالات الاستفادة من هذه الدراسات؟
وللرد قلت:
لو حاولنا الفصل من حيث المعنى اللفظي اولاً ، بين المستقبل وعالم الغيب ، وبينهما أيضاً من حيث جوهر المعنى نفسه ، لتمكن لنا أن نصل أو نهتدي الى طريقة لوصف المستقبل .
المستقبل من حيث المعنى اللفظي ، هو القادم من الزمن بعد الزمن صفر لو إفترضناه كمقياس موجود للزمن التالي ، وهذا الزمن يبتدأ اً من الثواني الأولى ، الدقائق ، الساعات ، ثم الأيام لتكمل عدد السنين القادمة لتكون في نهاية المطاف وخلاله مايسمى بالمستقبل ، وعلى إمتداد هذا الزمن المقاس ، وفي أي نقطة منه يمكن لنا أن نطلق عليه مستقبلاً .
أما عالم الغيب يمكن الإستدال عليه من حيث المعنى اللفظي ، هو عالم يقع ضمن إطار المستقبل ولكن بمفهوم يختلف تماماً عما يدورأو سوف يكون في المستقبل كمعنى متعارف عليه ، أو لنقول هو مستقبل محجوب عن الرؤيا أو التحليل ، وذلك للتعقيد الحاصل الذي كان أو سوف يكون فيه زمن عالم الغيب ، أي هو عالم من المستقبل ، ولكن الخيوط التي تحركه تختلف تماماً عما هي عليه في المستقبل ، لذلك يمكن أن نقول جملة مفادها ، إن عالم الغيب ربما يكون موجود قبل المستقبل نفسه ، نتيجة الأفعال التي تجري أو التي جرت فيه ، لذلك فأن عالم الغيب لا يمكن الولوج فيه تماماً .
لو أردنا أن نعطي تعريفاً آخر للمستقبل ، فالمستقبل هو تسلسل لحوادث يمكن أن تقع ، وتلك الحوادث لا يمكن أن نعرف كيف تكون نتيجتها النهائية ، مفرحة أو حزينة . المستقبل من حيث حوادثه التي يمكن أن تجري فيه يكاد أن يكون مجهولاً ، ولكن لكي تكون هناك حادثة يمكن أن تتكون في نهاية زمن معين يمكن أن نطلق عليه مستقبلاً لابد أن يرافق تكون تلك الحادثة أسباب ، وهذه الأسباب هي الأهم في صناعة المستقبل .
فلذلك فالمستقبل يمكن أن يكون صناعة بحد ذاتها لو تم إمتلاك المقدرة على السيطرة على الأسباب التي تشكل مستقبلاً ما .
ولكن كيف يتم صناعة المستقبل ؟
الزمن الآني ، وفي اللحظة التي نعيشها ، لا يمكن أن نطلق عليه مستقبلاً ، لأننا في تلك اللحظة الآنية ، نمتلك القدرة على إدارة الأسباب في لحظتها .
لكن ، لو إستمر ذلك الزمن الآني بالمسير(جزء من الثانية) من الوقت ، سوف يصبح مستقبلاً ، وما دمنا نمتلك المقدرة على إدارة الأسباب ، فسوف يكون المستقبل المتكون تحت الرصد ومهيأ لإستقباله قبل زمن حدوثه .
إذن يكمن التنبؤ بحدوث مستقبل ما ، فيما لو إستطعنا إدارة ما يجري في الطريق ، وصولاً الى المستقبل المنشود .
صناعة المستقبل تحتاج الى عملية رصد ومتابعة دقيقة للأسباب ، وهذه العملية لو أتيح لها النجاح ، تكون النتيجة مؤئرة إيجابياً .
فلو كان هنالك تلميذ مجتهد ، نفترض إنه يمتلك الذكاء بنسبة 100% ، وعلى إمتداد سنوات دراسته ، لم تتغير تلك الصورة عنه ، فإن شخصاً لو كان يراقبه طوال تلك السنين ، سيكون الجواب ، لو سُئل ذلك الشخص المراقب ، عما سوف يكون مستقبل ذلك الطالب .
فالجواب حتماً سيكون يحمل صفة المستقبل التي أرادها الطالب نفسه أن تكون ، وهي تتشابه تماما ًبرؤية الشخص المراقب .
لذلك ومن خلال رصد الأسباب كانت تتحرك على الأرض (وهي مسيرة الطالب نفسه خلال سنوات دراسته ) أصبح لدينا رصيد كافي من الثقة لنقول إن مستقبلاً حصل الآن ، كان قبل سنوات لم يكن موجود .
في الواقع المادي يمكن أن نلاحظ بوضوح هذا التفسير المنطقي لتكون مستقبلاً ما ، فعندما تمكن الإنسان أن يرث ميراثه الكبير وهو كوكب الأرض ، بدأ يفهم الأسباب التي أدت الى تكون الأشياء ، لذلك بدأ تفكيره يستبق تشكل مستقبل الأشياء ، ليعطي نتيجة لأفكاره ، تكاد تكون متطابقة لمستقبل الشيء المتكون ، وهذا ما يمكن ملاحظته في نظرته الى مستقبل جيولوجيا الأرض .
ليس كل الأشياء ينظر اليها بمنظار واحد ، فمنذ اللحظة الأولى لنشوء الأفكار لدى الانسان ، أخذ على عاتقه فكرة التمييز ، وحين تطورت لديه تلك الفكرة ، تكونت لديه النظريات التي تحكم الجبال والصخور ، والتي تختلف عن النظريات التي تفسر علاقات الإنسان .
وعلى إستمرار هذا المنوال في التحكم فإن مستقبلاً ما ، والذي سوف يكون ، يمكن أن يكون تحت السيطرة ، ولكن بقدر تعلق الأمر بمقدرة الانسان على ذلك ، لذلك فالكفاءة المنشودة من تحقق هذا الشيء ، تكون مرهونة بتلك المقدرة .